::: توسع الاضطرابات اقليمياً بعد دخول قوات خليجية الى البحرين
صفحة 1 من اصل 1
::: توسع الاضطرابات اقليمياً بعد دخول قوات خليجية الى البحرين
توسع الاضطرابات اقليمياً بعد دخول قوات خليجية الى البحرين
الاسطول السادس يستنفر قواته والشيعة يشكون الاضطهاد وايران حذرت
اعلان الاحكام العرفية في البحرين والملك امام الاصلاحات او انهيار نظامه
اتسعت رقعة الاضطرابات والزلازل الحاصلة في العالم العربي، واذا كانت احداث ليبيا قد اتسعت لتصل الى حجم حرب حقيقية تستخدم فيها الطيران والمدفيعة فان حدثاً بارزاً له حضوره وتطوراته ظهر في البحرين، حيث زادت المعارضة الشيعية من ضغطها على الملك واصبحت البحرين على شفير السقوط.
والنظام الملكي وجه نداء استغاثة الى دول الخليج العربية، التي ارسلت قوات درع الجزيرة العربية بقرار من مجلس التعاون الخليجي الى البحرين، وقوامها الفا جندي سعودي و500 جندي من الامارات، و250 جندياً من الكويت، اما سلطنة عمان وقطر فلم تشتركا في ارسال قوات. في حين ان معلومات سرية تحدثت عن وصول كتيبة من الوحدات العسكرية الاردنية الخاصة الى مطار المنامة.
حادثة البحرين ليست بسيطة بل هي فتيل التفجير بين ايران ودول الخليج العربي، فايران تدعم الشيعة في البحرين، واعلنت انها لن تقف مكتوفة الايدي ازاء تدخل قوات درع الجزيرة العربية الى البحرين، في حين ان واشنطن رحبت بدخول قوات خليجية الى البحرين ولم تعتبره غزواً بل اعتبرته امراً مشروعاً.
في هذا الوقت، اعلن ملك البحرين الاحكام العرفية في المملكة، وبات كل مواطن يحاكم وفق احكام مدنية عرفية عسكرية.
من جهة اخرى، تم اعلان الاستنفار في الاسطول السادس الاميركي وتوجهت اكثر من 6 سفن حربية اميركية مع حاملة طائرات من الاسطول السادس قبالة البحرين، موجهة رسالة الى ايران بعدم التدخل العسكري في البحرين لان ذلك سيسبب مواجهة بين الاسطول السادس الاميركي وايران.
في البحرين، مشكلة حقيقية، هي ان ملك البحرين والنظام والوزارات والجيش معظمهم من الطائفة السنية، اما الاكثرية الشعبية فهي من الشيعة وهي مستبعدة وحقوقها مهضومة ومغيّبة وغير موجودة في ظل النظام الملكي في البحرين، حيث لا يدخل الجيش شيعي كما لا يدخل في ادارات الدولة مواطن شيعي، بل يقتصر الامر على اختيار الملك للمسؤولين من السنة فقط باستثناء بعض القيادات الشيعية الموالية للملك التي سلمها بعض المراكز.
خطورة الوضع في البحرين انها بوابة الخليج العربي، وان السعودية والكويت والامارات شعرت انه اذا سيطرت ايران من خلال شيعة البحرين على البحرين، فستسقط بقية الامارات العربية الصغيرة لان جاليات ايرانية كثيرة تعيش في هذه البلدان ولها مصالح كبيرة، ونظراً لحجم الخطورة في الموضوع، حركت لاول مرة في تاريخها دول مجلس التعاون الخليجي قوات عسكرية الى البحرين، في اشارة الى انها قررت الوقوف في وجه ايران ولو ادى الامر الى حرب متبادلة، كما تحركت سفن بحرية سعودية باتجاه ساحل البحرين اضافة الى بوارج بريطانية وفرنسية اقتربت من المنطقة.
ايران من جهتها، قالت انها لن تقف مكتوفة الايدي اذا تعرض الشيعة في البحرين للاضطهاد، اما تفسير انها لن تقف مكتوفة الايدي فيمكن تأويله في التحرك في المنطقة كلها سواء في العراق او في اليمن او في سلطنة عمان من قبل ايران. اما بالنسبة للتدخل العسكري المباشر فهو امر مستبعد للغاية، نظراً لعدم تكافؤ القدرة العسكرية بين ايران واميركا التي قررت حماية تدخل قوات درع الجزيرة العربية في البحرين، وامام البحرين خياران: اما ان يقوم الملك باصلاحات واعطاء الشيعة بعض مطالبهم واما تستمر الاضطرابات وتغرق جيوش دول مجلس التعاون الخليجي في اضطرابات داخلية داخل البحرين، ولا تستطيع القوى الخليحية السعودية والكويتية والاماراتية مواجهتها.
فالبحرين معرّض لمظاهرات واضطرابات من قبل الاكثرية الشيعية، ولا يستطيع الجيش الملكي مواجهة هذا الامر في ضوء تجربة الجيشين التونسي والمصري وحتى الجيش الليبي الذي يستعمل الطيران لقصف الثوار، وحتى الجيش الاميركي التي فشل في ضبط الوضع في العراق، لذلك من غير المستبعد ان تؤدي احداث البحرين الى حدوث تغيير جدي في المنطقة عبر استدراج قوات خليجية اليها واستمرار الاضطرابات فيها وعدم القدرة على حسم الامور. وسيكون على ملك البحرين عندها اما الحفاظ على البحرين كمملكة دستورية واعطاء الشيعة بعض مطالبهم واما البقاء وسط اضطرابات ومظاهرات لا يستطيع قمعها.
وتعتقد اوساط عسكرية، ان السعودية والامارات والكويت تحركت باتجاه البحرين كي لا تصل نار الاضطرابات الى دول الخليج. واخذت مبادرة للهجوم في البحرين بدل الدفاع عن اوضاع هذه الدول الخليجية الداخلية.
في المقابل، فان عدداً كبيراً من مواطني دول الخليج من الكويت الى السعودية الى الامارات، هم شيعة وسيبدأون حتماً بالتظاهرات اذا جرى اضطهاد الشيعة في البحرين. ذلك ان في السعودية يوجد 6 ملايين شيعي، وفي الامارات يوجد حوالى نصف مليون شيعي، وفي الكويت 210 الاف شيعي، اضافة الى ان ايران قادرة على تحريك جنوب العراق الذي هو شيعي، خصوصاً ان مدينة البصرة تعدّ من اكثر المدن الشيعية وتضم مليون نسمة، وتبعد 12 كيلومترا عن الكويت وقادرة ايران على تحريك شيعة العراق باتجاه الكويت للضغط على الكويت خاصة وان قوات بريطانية انسحبت من جنوب العراق، وان الاميركيين غير متواجدين في الجنوب، واذا قررت اميركا التدخل في هذه الحوادث فان الرئيس اوباما حتى الآن غير متحمس لاي عمل عسكري خارجي، فواشنطن ما زالت ترفض حتى الآن وغير متحمسة لفرض حظر جوي على ليبيا وتعتبر ان جيشها خرج من الاوحال العراقية الى قواعده، ثم انغلق على نفسه وبالتالي فاننا نشهد مواجهة ايرانية - خليجية - عربية مباشرة بدأت في البحرين، ولكن لا احد يعرف الى اين ستصل والى اي حجم من المخاطر ستصل اليه الامور في المنطقة كلها التي تعيش في براكين عنوانها: الصراع بين ايران وانظمة عربية تقول انها تدافع عن العروبة في وجه الفرس.
في حين ان الطابع الحاصل للخلاف، هو خلاف سني - شيعي بامتياز من لبنان الى اليمن الى العراق الى البحرين الى بلدان اخرى، اما الصراع الفعلي فهو بين اميركا وايران حيث لاتقبل واشنطن ان تلعب طهران دوراً اقليمياً كبيراً في الشرق الاوسط والعالم العربي، فيما ايران تريد ان تلعب دور امبراطورية كبيرة لها امتداداتها عبر الثورة الاسلامية في ايران من افغانستان الى افريقيا الى الشرق الاوسط الى الغرب الى العالم العربي.
ويوم امس، شهدت البحرين اضطرابات واسعة وصدامات بين المتظاهرين ورجال الشرطة، ادت الى سقوط اكثر من 1500جريح، وتقول المعلومات ان قوات من الشرطة لاحقت حوالى 2000 متظاهر شيعي وضربتهم واوقعت في صفوفهم جرحى، وقالت قيادات شيعية في البحرين، ان ملك البحرين يضطهد الشيعة مثلما اضطهد صدام حسين الشيعة في العراق مع فارق الاسلوب الوحشي الذي كان يستخدمه صدام حسين.
وفي تطورات البحرين ايضاً، فان المنامة قررت استدعاء سفيرها من طهران بشكل عاجل احتجاجاً على التصريحات الايرانية التي اعتبرتها البحرين تدخلا في شؤونها الداخلية. كذلك تطرق رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى الاحداث في البحرين وقال: «لا نريد كربلاء أخرى والاحداث في البحرين قد تؤدي لعواقب مشابهة».
كما اشارت معلومات صحافية ان مجموعة الثماني المجتمعة في ايطاليا اعلنت عن قلقها بشأن دخول قوات خليجية الى البحرين.
وذكر ايضا ان الولايات المتحدة الاميركية ارسلت مساعد وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون جيفري فيلتمان الى البحرين للبحث مع المسؤولين في الاوضاع.
واعرب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد عن «أمله» في «ألا تتدخل حكومات أوروبا والولايات المتحدة» في الشرق الأوسط، وذلك في مقابلة عرضها أمس التلفزيون الاسباني.
وصرّح أحمدي نجاد في المقابلة التي جرت في طهران «آمل ألا تتدخل الحكومات الاوروبية والأميركية في شؤون المنطقة وتترك لشعوب المنطقة تقرير مستقبلها».
وأضاف: «اذا لم تتدخل في شؤون المنطقة، اعتقد ان الشعوب مثل الشعب الليبي يمكنه ان يقرر مصيرها».
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى