★ـ...حينمـا يصبح الحَق المشــروع، واجبا متروكاً...★
صفحة 1 من اصل 1
★ـ...حينمـا يصبح الحَق المشــروع، واجبا متروكاً...★
*****
عساكم بألف خير جميـعاً، رواداً و زواراً لمنتدى مجتمع اليوم..
*****
من أهم البديهيات المسلَّم بها: حاجتنـا الموثقة لغيرنـا..
فكما نحتاج للمأكل و المشرب، للحفاظ على صحتنـا البيولوجية،
فإننـا نحتاج أيضا لطاقة نُدفؤ بها قلوبنـا..و لروح طيبة نُلين بها صدورنـا..
بين المطلبين، أرسونـا قنطرة، نكون نحن ثالث توجهاتها..
فجعلنـا عنوانها: "نبض العلاقات الانسانية"..
هاته الروابط الإنسانية، مكنتنـا من تبادل المنفعة، و كانت أملنـا في تحقيق التكامل المنشود بين آل البشر،
حتى انهـا كثيراً ما كانت توجهنـا الأول أنَّمـا أحسسنـا بالضعف أو النقص..
إلا أن هاته الأواصر، لازال يُوجد من يغير عُملتها، و يحول مفعولهـا من واجهة الترميم إلى واجهة الهدم و التخريب..
ليُخل بالموازين، و تصبح ثمارهـا، ثمار سم بعد أن كانت من نعيم..
*****
"الخطأ"، اصبح جزءاً لا يتجزء من طبيعتنـا البشرية،..
[همسة: فلنغير لفظ أصبح هذا بـ:"كان و لازال"..فلا اختلاف في الاصول الخلقية للبشر..]
لقد رافقنـا هذا المصطلح منذ أول خطواتنـا تحت شمس الحياة..
لطالمـا أخطأنـا في المدرسة، و أخطأنـا في تأدية مهامنـا، و أخطأنـا أثناء اقتناء حاجياتنـا، و اخطأنـا في الاستجابة لمتطلباتنـا، و اخطأنا في توجهاتنـا..
لكـن لم نُخطئ قط أثناء تعاملنـا مع غيرنـا من البشر..و لا أظننـا سنخطئ يوماً، مادمنـا لم نخطئ سابقاً.
الفرق البسيط بين السطرين الماضيين، هو أن خطأ السطر الاول ، نحن الذين أدينـا ثمنه، و لا أحد سوانا..
أما خطأ السطر الثاني، فقد سلب بساط السعادة عنـا و عن شخص آخر..شخص ليس بجامد، بل شخص بروح..يشبهنـا.
ذاك الحال الذي بلغنـاه، غدونـا نسمع كثيراً عبارات الخطأ..و يرتعش قلبنـا حين سماعها، خِشيةً مما قد تسببه من خسائر..
لكن أن نسمع لفظ: "أخطأتُ" بضم التاء، أصبح من سابع المستحيلات، و التي إن تحققت، شككنـا في مدى صفاء مكرها..
فلم نعد نتحلى بثقافة الصلح، و لا بشجاعة الاعتراف، و اصبح همنـا الوحيد تصنُّع القوة، و ادعاء الكمـال..
و تاجرنـا في ذلك بضروريات عيشنـا المعنوية..أجل تاجرنـا بتلك المُسلَّمة الاولى التي ذكرناها..
تاجرنــــــــا بأحبتنـا لإرضاء أهوائنـا..
عيبنـا واضح، لم نعد نعي بحجم مسؤولية تصرفاتنـا، فاخترنـا تصريفهـا لمتغيراتٍ، خُدِعَ بها كل البشر..
ربما، نكون قد أوهمنـا أخا لنا أو صديقا لنا أو أحد أقربائنـا..
أن سوء تفاهم، أو نقص ثقة، أدى إلى فك رباط عن إحدى روابطنـا الانسانية.
لكـن لن نخدع يوماً أنفسنـا ..اننـا كنا أصل ما حدث، و اخترنـا سبيل التهرب عوض سبيل المواجهة،
فوصلنـا لطريق مسدود، في الوقت الذي كان بإمكاننـا ان نحل كل مشاكلنـا، بلفظ اعتراف صادق أننـا الذين أخطأنـا..
*****
كثيرٌ منا يجوب بخاطره تساؤلٌ حول سبب رفضنـا الاعتراف بخطئنـا..
البعض عزا المشكل لـفائض كِبر حاصر ذواتنـا، دفعنـا لنكران حقيقة أفعالنـا..
و البعض الآخر، يعلل ذلك، بأنانية أو عزة نفس زائدة، تمنعنـا من الخروج كمـا نحن أمام غيرنا،
و تدفعنـا للتزين و إخفاء زلاتنـا قبل مواجهة أي كان من بني خِلقتنـا..
لي تفسيري الخاص لذلك، و أظن أن التفسيرات السابقة هي الأخرى كانت نابعة من نفس المنطق: "رمي المسؤولية"..
نتهرب من لفظ أخطأت، لأننـا ندري عواقبه..بل بُرمجت عقولنـا على مشاهدة عواقبه وفق صورة مألوفة خططوهـا في عقولنـا..
فالخطأ يُكلف التلميذ توبيخاً من معلمه، و الطفل سبَّا من والديه، و العامل انتقاصاً لاجرته من رب عمله..
لذلك تبقى أفضل وسيلة لتجاوز التوبيخ و السب و الانتقاص من الاجرة، هي تيتيم الخطأ، حتى يصبح من دون أهل أو عرق..
*****
لو كُنا يوماً، حينمـا نرى الخطأ يجوب شوارعنـا، يُؤخذ إلى مؤسسات تأهيلية لتصلحه، و تغير عنوانه من الخطأ الى الصواب،
عوض سجنه و تعذيبه.. لكانت لنـا فرصة تركه يجوب الشوارع على حقيقة مظهره، دون أن نسعى لتلثيمه ، و جعله متنكراً مخافةَ أن نُعاقب عليه.
من يدري..لربما سيأتي زمن، نفقه فيه أنه لا وجود لرمز الاكبر أو الاصغر في مقارنة بيننـا نحن البشر..
و أن مثالية تصرفاتنـا لا تكسبنـا إلا إزاحة عن سبيل تطهير أرواحنـا..
و أن معادلة الحياة تقبل وجها واحداً من اثنين..أولهما تصنع السعادة، و ثانيهمـا السعادة..
و الوجه الثاني، لن نبلغه مالم نزل الطلاء عن أوجهنـا، و نقذف الكبرياء بعيدا عن مسارنـا.
فمتى سنستوعب أن ما خلناه واجباً متروكاً، كـان حقاً مشروعاً، حرمنـا أنفسنا و غيرنـا منه!!!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى