الملوخية...

الملوخية



أعتقد أن الكتابة في هذا الموضوع وخصوصآ أن جاء بناء على رأي أجنبي في شهادة يابانية عن المولوخييا “بالسبانخُ المصريُ” كما أسماها الياباني جانجي تاكانو فجاءت كمن يبيع الماء في حارة السقايين.

لكن دعونا نتعرف على رأي الآخرين من غير الذين تعودوا تناول الملوخية أو الملوكية كما يحلو للبعض تسميتها ، فالملوخية معروفة في عالمنا العربي بدأ من مصر والشام وتونس والمغرب وأخيرآ في عرفت وتواجدت في العراق.

يقول جانجي تاكانو الياباني الجنسية:

منذ عام 1964 وأنا آكلُ السبانخَ المصريَ ( المولوخييا) تقريباً كُلّ يوم وذلك أثناء سفراتِي المتعددة إلى ماليزيا وتايلند والفيتنام والفلبين!!

فقد بدأت زراعة المولوخييا Molokhiya في اليابان في وقت ما من عام 1980 وذلك للإستهلاكِ النباتيِ اليوميِ اليابانيِ وخصوصاً في ولايةِ مياجي.

أما اليوم فقد أنَتشرَت زراعتها في جميع أنحاء اليابان ، حيث يُمْكِنُ أَنْ تَجدَها الآن في كُلّ محلات الخضارِ ومحلات الوجبات السريعةِ ، ويَتضمّنُ هذا ما بذره هواة الزِراعَة في حدائق أفنية دورهم الخلفية الصغيرةِ!

يقول تاكانو الواحد منا قَدْ يُصادفُ العديد مِنْ الألفاظ الصوتيةِ المختلفةِ للكلمةِ الملوخية العربيةِ فتلفظ بالمولوخييا Molokhiya أو الملوخيا Molokhia فهو يُدْعَى كذلك (وحسب رأيه) بنباتَ الجوت jute أو السبانخ المصري Egyptian Spinach أو خبيزة اليهود Jews mallow أو خبيزة نباتِ الجوت ، مَع أن أسم النبات العلمي هو Corchorus olitorius.

ثم يعود السيد تاكانو فيقول أنه بعد مراجعته لما ينشر على الأنترنيت ، بأن هذا النبات العظيم يوصف بأنه من خضار الملك [ فهي كذلك تسمى عندنا في بلاد العرب بالملوكية ] وهو يستند بذلك على قصة الملك المصري الذي حكم قبل 6000 سنة قبل الميلاد ، والذي مرض مرضآ شديدآ فقدمت له طاسة من الشوربةِ الحارةِ ، فوَجدَها لذيذة الطعم ، فصار يطلب هذه الشوربةِ الحارةِ لتقدم له كُلّ يوم.

لذا فالسيد تاكانو يعتقد بأنّ هذه الخضارِ المعجزةِ نَشأَت أولآ في مصر.



الملوخية تحتوي على الكاروتين 4,6 مرةَ أكثر مِمْا يحتويه السبانخ الذي يحبه ببوي ويمنحه القوة ، وهي تحوي كذلك على 19 مرة أكثر مِمْا يحويه القرنبيط البروكلي.

أما محتواها من الكالسيوم فهو 9 مراتِ أكثر مِمْا يحويه السبانخ و 10 مراتِ أكثر مِما يحويه قرنبيط البروكلي.

وبالنسبة لفيتامين بي 1 وبي 2 فأنها تحتوي على خمسة مراتِ أكثرِ مِمْا يحويه السبانخِ.

وكذك فأنها تَحتوي على فيتامين إي E و ج C والبوتاسيوم والحديد والألياف النباتية أكثر بكثيرَ من أي نباتات وخضار أخرى.

كذلك تَمتلكُ المولوخية على مزايا أخرى رائعة ، فهي يُمْكِنُها أَنْ تَرْفعَ نظامَ مناعة لدى متناوليها وكما تُسَاعَدَ على مَنْع السرطانِ والشَيْخُوخَة ونخر العظام والإعياء وضغط الدمّ العالي وفقر الدم.

كما تُرطّبُ بمحتوياتها الفيتامينية جلودُنا فتَجْعلُها ناعمة وملساء وهي كذلك تُقاومُ الشَيْخُوخَة المبكّرَة ، إضافة إلى أنها تعتبر من المقويات والمدررات وهي من المسكّنات للحمّى.

بالإضافة إلى ذلك فان قوام الملوخية اللزج غنيُ بالأليافِ القابلة للذوبانِ ، هذه الألياف الغذائيِة لَها تأثير كبير على تخفيض كولوستيرولِ الدم ومنع الإمساك وتعمل على تمشية البطن ومنع السمنةً ووكا هي مفيدة لمرضى السكّرَي وكذلك هي واقية لأمراض السرطانِ في القولون المستقيم.

وكشيء غريب بالنسبة لنا فأن السيد تاكانو يقول بأن حاويات بذور (قرون) الملوخية الطازجة و الطرية يمكن تناولها كالبامية فهي مصدر جيد للفيتاميناتِ والمواد المغذّيةِ الأخرى ، أما الأوراق والقرون المُجَفَّفة فهي تستعمل للشوربة الثخينة أَو لعمل نوع من المشروب الساخن كالشاي.



يقول السيد تاكانو بأنه يقوم بزَرعة حوالي 20 بذرةَ كُلّ 6 شهورِ في حديقةِ الفناء الخلفي لداره ، حيث يقوم بحصاد ورق الملوخية من النبتة ورقة ورقة وبما يكفي إستهلاكِه اليوميِ ، بينما هو يقوم بزراعة مساحات كبيرة في مزرعتِه في الريفِ [ وهذا ما قمت بفعله شخصيا عندما كنت أعمل في شركة نفط الشمال ، فأن الملوخية كانت غير معروفة في أسواق الخضار في مدينة كركوك بالرغم أنها كانت متوفرة في محلات الخضار في بغداد كما كانا نزرعها في مزرعة العائلة في بغداد ] ، ويقول السيد تاكانو لتشيع أصدقائه على زراعة الملوخية ، ما عليكم إلا بزراعتها لمرة واحدة فهي ستنبت وتنمو لوحدها على مدار السنة [ أو في العام التالي وحسب طبيعة الجو في المنطقة ] لوحدها وبدون زراعة حبوب جديدة حيث ستنبت البذور الطائشة لوحدها عند سيقيها أو هطول المطر وهذا يعتمد على نوع و طبيعة الطقس ، [ وهذا ما فعله والدي رحمه الله عند أقناعه الفلاحين بزراعتها لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي وأنها ستكون عملية سهلة وغير مكلفة وغذاء ممتاز لأبقارهم على أن يرسلوا لنا بعضآ من إنتاجها لطعامنا الشخصي و لتوزيعه على أصدقاء العائلة من الشوام ].

وللمعلومات للذين يعتمدون الدقة وهواية معرفة التفاصيل فأن الـ 100 غرام مِنْ أوراقِ المولوخية تَحتوي على:

كاروتين – 10,000 µg

كالسيوم – 500 mg

بوتاسيوم – 650 mg

حديد – 3.8 mg

فيتامين بي 1 – 0.24 mg

بيتامن ب 2 – 0.76 mg

ويفتخر السيد تاكانو فيقول :

لا تعَجَبوا من أهتمامي بمزرعتي بالإضافة إلى روعتها فأن جيرانِنا ينعمون بصحة جيدة جدآ فمعظمهم هم بعمر أكثر من 83 -103 سنة وفي الحقيقة ثلاثة منهم هم بعمر 101 و 102 و 103 سنةً وتراهم ما زالَوا نشيطين ، ومن المحتمل بأن عائلتي وأنا ما زلنا في صحةِ جيدةِ وهو مقتنع بأنها بسبب تناولهم للملوخية يوميا؟

فالملوخية صحّية جداً ، ونحن مسرورين جدآ من هذا النبات المعجزةِ و هذه الخضرةِ الغامضِة التي قُدّمت إلى اليابان مِنْ مصر.



*** للمعلومات: فالسيد جانجي تاكانو هو باحثُ صحيِ ياباني يعمل في مجال التَحرّي عن مسببات العديد مِنْ الأمراضِ المخيفة.



ليس هذا فقط فهناك من عمل آيس كريم من الملوخية كما عملها الشخص الظاهر في مقطع الفيلم الفديوي التالي:
آيس كريم الملوخية !

Ice Cream With Molokheya – آيس كريم بالملوخية


الملوخية والبصل الأخضر والعنب البري و أفراخ البط البرية!

أما في هذا المقطع في الفيلم الفديوي التالي ، فأن صاحبنا هذا يفتخر بأنجازاته في زراعة للملوخية والبصل الأخضر وخصوصآ بحصوله لما يسمى عندنا في العراق بالزمبة وهي الساق التي تنبت في وسط أوراق البصل وتحمل في أعلاها كيس البذور ، فأن زرعت البصل في حديقة الدار فيمكنك جني هذه السيقان وهي طرية وقبل ان تكبر أكياس البذور فيها وتتخشب السيقان ، فأن أكلها وهي طازجة وطرية ألذ بكثير من البصل أو أوراق البصل ، جربها مرة ولن تندم على ذلك ، فأنه يمكن إنبات البصل حتى في الأصص البلاستيكة أو الفخارية الموضوعة في الفرندات والبلكونات لمن يعيشون بالشقق.


Molokhiya and Perennial Onions and Grapes and…..Baby Ducks!

كما أن صاحبنا هذا سعيد جدآ بأفراخ البط التي تعيش في مزرعته ، فأنه يبدو لي أنه مثل أبني الذي يهوى تربية الوز العراقي في حديقة الدار ، فهذا الوز يملئ البيت و المنطقة صراخآ ( فهي تكاكي بصوت علي جدآ عند مرور أي شخص قرب سياج الدار أو أن جاء موظف قارئ المقايس للكهرباء أو الماء فأن صوتها يمنعه من دخول الدار قبل أن يؤذن له ، فنقوم بحبسها في المنطقة المحددة لها أن كانت سرحانة خارج بيتها ، أما أن كان الموظف شجاعا ودخل وحده بدون أذن فلا يلومن إلا نفسه أن عضه فحل الوز.
وزات أبني راني المعتز بوزاته
الوزات وهي تمرح بالعشب ‎-الأم و ألأب وهما يحرسان فرخهما


ذكر الوز وهو يطارد كلب الجيران خوفآ على أفراخه
الوزات يتشمسن بعد إنتهائهم من التنظيف

صحون الملوخية في بعض بلادنا العربية

تتعدد طريقة طبخ وتقديم صحن الملوخية حسب البلد العربي ، فلكل منها طريقته الخاصة وجميعها لذيذ وصحي ويضاف له لحم الأرانب كما في مصر أو الدجاج أوقطع لحم الغنم كما في سوريا ولبنان.

صحن ملوخية حسب الطريقة المصرية ويتسم بفرمه الناعم جدا وكثرة مرقه فهو يبدو كالشورباء.


صحن ملوخية حسب الطريقة السورية و يتسم بأن ورق الملوخية لايفرم ويقدم عادة بدون مرق ، و يأكل مع الخبز أو الرز.


صحن ملوخية حسب الطريقة اللبنانية وهو بورق الملوخية بدون فرم مع مرقة قليلة.

صحن ملوخية حسب الطريقة الفلسطينية فهو مفروم قليلآ ويقدم مع المرق.